طبيعة المعرفة الرياضية :يقسم بعض الباحثين في ديداكتيك الرياضيات المعرفة الرياضية إلى أربعة أصناف أ- المعرفة الرياضية عند الباحث أو المختص : تقدم في شكل جاهز ونهائي وخالية من كل الشوائب والأخطاء والمحاولات الفاشلة.وتعرض بمعزل عن سياقها التاريخي وعن شخصية الباحث وحتى عن المسألة الأولى، أي معزولة عن مجال النشأة. ب- المعرفة الرياضية التي يجب أن تدرس، ويتم اشتقاقها من المعرفة الأولى عن طريق ما يسمى بالنقل، الديداكتيكي (la transposition didactique)، وتوجد بالمقررات الدراسية، ت- المعرفة الرياضية المدرسية وهي التي تقدم من طرف المدرس وتكون مطبوعة بطابعه الخاص والذي يتجلى في تفضيله لهذا الترتيب أو ذاك عند تقديمه للمعارف، الأهمية التي يوليها لمختلف معاني المفاهيم ومجالات التوظيف، تصوراته حول الرياضيات في مجملها وحول المفاهيم المدرسة، وحول الأهداف التعليمية و حول التعلم... ث- المعرفة الرياضية المستوعبة من طرف المتعلم، كيف يتعلم التلاميذ؟ :ثلاث تصورات حول التعلم :أ- تصور الرأس الفارغة : ويرتكز هذا التصور على مجموعة من الفرضيات أهمها المتعلم لا يعرف أي شيء عن المعرفة التى سنقدمها له أفضل وسيلة للتعلم هي خلق وضعية تواصلية مثلى مبنية على : ما يصاغ بوضوح، سيفهم لا محالة من طرف المتلقي/ المتعلم المدرس هو حامل المعرفة، أي المرجع، وهو الذي يقدر ويقيم ويصادق المعرفة محتكرة من طرف المدرس ويثبتها في رأس المتعلم طبقات متراكمة ب-تصور الخطوات الصغيرة تطور هذا التصور اعتمادا على المدرسة السلوكية (béhaviorisme) ويقوم على لنقل التلميذ من مستوى معرفي إلى آخر، علينا تهييئ مجموعة من المراحل الوسيطية. كل واحدة من هذه المراحل تضم صعوبة صغيرة يسهل على المتعلم التغلب عليها، يمكن تجزيئ المعرفة إلى معارف جزئية وبسيطة، نتعلم عن طريق تراكم المعارف الجزئية،
:إن تعليم أي موضوع جديد في الرياضيات يمر بأربع مراحل وهي :أ-) التعليم من أجل تحقيق فهم أولي للموضوع عندما يبدأ الطالب تعلم أي موضوع جديد في الرياضيات ،لا يكفي أن يلقي المعلم محاضرة عن الموضوع فالطالب لا يكون قادرًا على استيعاب وفهم موضوع جديد غير مألوف إذ ا أنفرد المدرس في وقت الحصة . فغالبا ما يعترض الطالب بعض الأمور الصعبة والتي يؤدي عدم توضيحها من قبل المعلم وفهمها من قبل الطالب إلى التعثر في فهم الإجراء اللاحق إلا أن ذلك لا يعني أن تقديم المعلومات بطريقة الأخبار أو العرض لا مكان له أو يجب استبعاده بصورة مطلقة فهناك أوقات يضطر فيها المعلم إلى أخبار طلابه عن شيء ما أو موضوع مع ليساعدهم على الفهم كأن يوضح معنى جديد أو رمزا مفهوما وحتى لا يكون الموقف الصفي بجانب واحد يجب أن يتخلله باستمرار أسئلة موجهه من المعلم لطلابه بغية التأكد من فهمهم وبقصد استخراج أسئلة منهم وحثهم على المساهمة في النقاش وعن طريق الأسئلة المنتقاة يتمكن المعلم من توجيه تفكير الطلاب لاكتشاف الحقائق والعلاقات الجديدة بأنفسهم وينبغي على المعلم أن يتحقق من فهم طلابه من خلال أسئلة موجهه إليهم حتى يمنع نشوء أية ثغرة في تعلمهم :ب)التعليم من أجل تعميق الفهم والاستيعاب ليس هناك طريقة وحيدة للتعلم يتعلم ا الطلاب موضوعا جديدا في الرياضيات وحتى يطور المعلم فهم طلابه للأفكار الجديدة بنجاح يتوجب عليه أن يكيف أسلوبه ويعدله في ضوء المواقف التي تواجهه ويستخدم أكثر من طريقة ويجعلها متكاملة لتسهم في تحقيق الهدف .ومن الأخطاء التي يرتكبها المعلمون والطلبة على حد سواء هي محاولة قطع كمية كبيرة من الماد ة الرياضية في وقت ضيق مما يؤدي إلى إخلال في تعلم المادة فعلى المعلم والطالب تجنب الإسراع في تعلم موضوع جديد ذلك لأن تطوير تعلم المفاهيم الجديدة عملية بطيئة وتحتاج إلى مناقشة مستمرة وتفاعلا ما بين مجهودات الطالب والمعلم. إن الهدف الثابت هو تطوير الفهم الرياضي القابل للاتساع و المستند إلى خلفية صلبة ومتماسكة وتغذية الاهتمام المتواصل من جانب الطالب في الموضوع بغية جعله يستنسخ المادة المتعلمة ويقدرها ويكتسب قدرة متزايدة للتفكير فيها بصورة استقلالية وضمان أعلى درجة ممكنة من مشاركة الطلاب و المطلوب و إثارة اهتمامهم لمتابعة دراسة الرياضيات. أن فهم الأفكار والعلاقات الجديدة في الرياضيات شرط مسبق لإتقان التعلم فإتقان تعلم موضوع جديد في الرياضيات يتطلب أكثر من مجرد فهمه أنه يتطلب أن يكون هذا الموضوع مألوفا للطالب و جزءا من خلفيته الرياضية وهذا لا يتم إلا بإتاحة الفرصة للطلبة للعمل والتفكير المستقلين ودراسة أمثلة متنوعة وحل مسائل متعددة فالمفاهيم الجديدة إجمالا لا تتقن إلا إذا وجدت في مضامين مختلفة والقواعد الرياضية والعلاقات لا تتقن إلا بالتطبيق المستمر و في يلي برنامج دروس الرياضيات للسنة الثانية اعدادي
:ج)- التعلم بهدف انتقال التعلم والتدريب
هل يمكن تعلم الرياضيات بحيث تستخدم أساليبها ومفاهيمها في حل المسائل في مواقف أخرى ؟ إن الرياضيات تنطوي على مفاهيم و مبادئ و نظريات وأنماط من التفكير والمعالجات الرياضية يمكن تطبيقها في موضوعات أخرى في الرياضيات ويمكن أيضا تطبيقها في مجالات خارج نطاق الرياضيات. و انتقال التعلم يعني أن أداء مهمة ما او الخبرات التعليمية في موقف معين يؤثر على أداء مهمة لاحقة أو تعلم خبرة جديدة أي أن التعلم في موقف معين سابق يؤثر على التعلم في موقف جديد أخر و انتقال التعلم قد يكون انتقالا إيجابيا بمعنى أن أداء مهمة ما يسهل أو يساعد على أداء مهمة ثانية وقد يكون انتقال التعلم سلبيا عندما يؤدي أداء مهمة سابق إلى تعطيل او عرقلة أداء مهمة لاحقة دروس الرياضيات للسنة الثالثة اعدادي نظرا لما تتطلبه مادة الرياضيات من متابعة خاصة من قبل المعلم والمشرف على حد سواء ومحاولة رفع مستوى الطلاب فيها ولاسيما ما لوحظ من ضعف في المادة العلمية فقد قمنا بهذا البحث لمعرفة أسباب هذا الضعف وطرق علاجه :وقد لوحظ من أبرز أسباب الضعف ما يأتي - ١- سيطرة المدرس على النشاط الصفي ٢- إتباع المدرس لأسلوب سرد المعلومات ٣- تقديم حلول المشكلات للطلاب دون ترك أي فرصة لهم لمحاولة الحل و يكتفي المدرس بإشراك بعض الطلاب شفويا أو على السبورة مما ضيع على الطلاب فرصة اكتساب المهارات عن طريق التدريب الفردي أو تقسيم الصف إلى مجموعات والحل التحريري المستقل أو الموجه ٤- استعمال الوسائل التعليمية من قبل ا المدرس استعمالا خاطئا ٥- عدم تدريب الطلاب على الأسلوب العلمي في التفكير ٦- عدم مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب ٧- إهمال أهمية الحوار كأحد الأساليب التربوية في التدريس ٨- عدم إيضاح المعلم الصلة الوثيقة بين مادة الرياضيات والعلوم الأخرى وعدم الربط بينه اوبين البيئة التي يعيش فيها الطالب ٣- عرض الحل من قبل أحد الطلاب أو المعلم وتدوينه على السبورة وتحديد عدد الطلاب الذين حققوا هذه المهارة ٤- مناقشة الحل على السبورة، وتكرر هذه الإجراءات على جميع التدريبات ، فأي تمرين يعتمد على مفاهيم أو تعميمات أو مهارات سابقة أو مهارات جديدة يتم تكليف جميع الطلاب بمحاولة حلها فرديا قبل أن تعرض على السبورة. ٥- تصحيح الأخطاء الشائعة بين الطلاب. :٦- استخدام الوسائل التعليمية استخدام جيد لما فيها من المزايا الآتية .أ- تتغلب على اللفظية وعيوبها .ب- تنقل المعلومة المجردة الى المحسوس .ج- تجعل التعليم أبقى أثرًا .د-تثير اهتمام وانتباه الطالب .ه- تثير الانتباه الذاتي لدى الطلاب .و-تنمي الاستمرار في الفكر .ز- تؤثر في الاتجاهات .ح-تسهل عملية التعليم على المعلم و التعلم على الطالب .ط- تحقق نوعًا مرغوبًا من الخبرات التعليمية .ء-ىتزيد من الثروة اللفظية لدى الطلاب ٧- حتى يكون التعلم ذا معني للطالب يجب أن يتم ربط كل وحدة أو فكر بما يتم تعلمه سابقًا وتعرف المادة على المتعلم بحيث يمكن إدراكها ومن ثم استرجاعها في المستقبل وذلك لأن كثيرًا من التعليم الذي نقوم به يبنى على التعلم السابق فالرياضيات موضوع تراكمي هرمي وما لم يتم تعلمه بشكل جيد يصعب الرجوع إليه واعتماده لفهم وتعلم الموضوعات المستجدة و في ما يلي اقدم لكم في هذا الموضوع جميع دروس الرياضيات للسنة الثالثة اعدادي
|